منهجية الحركة

أيقونة الحركة
يمكننا أن نذهب أبعد من ذلك، نلج إلى قلب سرّ الأسرة، أيقونة الله بامتياز، لنكتشف أنّه من خلال التنوّع في المواهب والميزات، كلّ شخص هو في الوقت ذاته رجل، امرأة وطفل، ابن الله، ثمرة ارتقاء نحو النور. ترمز المرأة إلى القلب، أعماق الشخص: لهذا فلباسها ملكي (أحمر أرجواني). يكون الشخص في حالة انسجام عميق، حين يسود قلب طاهر ومقدّس على التشوّش الداخلي الذي يصبح جزءً منه: ” أنتم شعب ملوك…” يرمز الرجل إلى الطابع الكهنوتي، ظاهر الشخص الخارجي، الذي يقدّم، يحمي، يعمل ويضحّي بذاته؛ من هنا لباسه بنيّ اللون بلون الأرض (يساوي الزهد)، والأزرق القاتم يرمز إلى الإيمان ( الأزرق الذي يعلن عن بزوغ الفجر).
من هذين الوجهين لكلّ شخص، المُعَبَّر عنهما بالزوجين، يولَد بوحدة الحبّ، الطفل، ملتحفاً بالنور (معطف برتقالي اللون، مخطط بالذهبي)، وبالكمال (رداء أبيض)، ثمرة حياة بكاملها. لكنّ الطفل هو أيضًا في أساس هذه الحياة. خادم عمل الله هذا، هو نموذج مُجسَّم بصبر في كلّ واحد منّا. يحمل الخادم النير على كتفه (أشعيا ٤٢)، المعبَّر عنه بالحمّالة التي تشبه بطرشيل الشماس الإنجيلي.
هكذا مثل أيّ أيقونة، فأيقونة العائلة المقدَّسة هي ” الكلمة في صورة”، هي نبع لا ينبض، تخبرنا عن الله في سرّه الذي كشفه من خلال خليقته، وتخبرنا عن ذواتنا. ” إنّ هذا السرّ لعظيم” كما يقول القديس بولس، وهو مُعطى تحت رموز متعدّدة للذي يُمعن النظر. العين تعني النبع. الذي ينظر بتمعّن يستقبل ويعطي من ذاته بصمت.