من نحن
لمحة تاريخيّة
ثم كانت الحرب العالمية الثانية وتشكّلت في هذه الفترة فرق أخرى. كانت أهمية التعاضد الأخوي جليّة فأصبح التعاون المادّيّ والروحيّ ميزة تلك الفرق، كما تقوّت لديها الصلاة المشتركة وصارت ممارستها أشدّ منهجية وتفكيرًا.
عام ١٩٤٥، إثر انتهاء الحرب شهِدت الحركة نمواً كبيراً ممّا استدعى وجوب إيجاد أُطر واضحة فكان العمل على الشرعة التي انجزت سنة ١٩٤٧ والتي ساعدت بدورها على انتشار الحركة في معظم الدول الأوروبية. هكذا أصبح للحركة طابع عالمي فأُنشأت هيكلية جديدة ترتكز على الروح المجمعية بهدف التنسيق بين البلدان والمحافظة على جوهر الروحانية. اجتازت فرق السيّدة الحدود اللغوية والمحيطات، فوصلت أولاً إلى البرازيل عام ۱٩٥۰، وإلى السنغال وجزيرة موريس عام ۱٩٥۳، وإلى كندا عام ۱٩٥٥، وإلى الولايات المتحدة عام ۱٩٥٨، وإلى أستراليا وكولومبيا عام ۱٩٦۱، وإلى مدغشقر وفيتنام عام ۱٩٦۲، وإلى لبنان عام ۱٩٦۳، وإلى الكونغو واليابان عام ۱٩٦٦، والى الهند عام ۱٩٦٩…
عقب انتهاء المجمع الفاتيكاني الثاني كانت الحركة على موعد مع انطلاقة جديدة، حيث التقى في روما في ايار ١٩٧٠ أكثر من أربعة آلاف زوجاً جاءوا من ثلاثة وعشرين بلداً، وترسخت أكثر فأكثر فكرة أن الزواج هو أيضاً طريق للقداسة. وفي هذه المناسبة، ألقى البابا بولس السادس خطبة رائعة أكّد فيها ذلك الحدث الأساسي الذي ساد نشأة الفرق الأولى، وهو أنّ الحبّ البشريّ هو طريق قداسة، وأنّ الشريكيْن الموحّديْن بسرّ الزواج هما صورة لخالقهما، وأنّهما “وجه الكنيسة الباسم الوديع”. وبسبب ذلك فإنّ لهما دعوةً خاصة وشهادةً نوعية يجب عليهما أن يؤدّيانها للعالم.
تعتبر الحركة اليوم منظّمة كاثوليكية ذات طابع علماني (راجع الوثيقة حول رسالة العلمانيّين، الرقمين ۱٩ و٢٤) وقد قدّمت مشروعها الخاص عام ۱٩۸٦. وتقيم حركة “فرق السيّدة” علاقات وثيقة مع المجلس الحبري للعلمانيين والمجلس الحبري للعائلة في روما؛ اللجان الأسقفية في كل بلد حيث تتواجد، ولا سيّما مع الأجهزة المكلّفة بمتابعة قضايا الزواج والعائلة؛ الأساقفة والمجالس الرعوية المختلفة على المستوى المحليّ. في العام 1992 تقدمت الحركة بطلب تسجيل الحق القانوني في دوائر الفاتيكان، فقُبِلَ الطلب بشكل تجريبي ثم ثُبّتَ نهائياً في 16 تموز 2002 من قبل المجلس الحبري للعلمانيين.
بلغ عدد الفرق في العالم في العام 2023 أكثر من 14195 فرقة، تضمّ 72120 زوجًا، و2893 أرمل وأرملة، وأكثر من 10000 مستشار/مرافق روحي، موزعين في 93 بلد حول العالم.
