كلمة غادة وأنطوان ابراهيم
”اليومَ إذا سمعتُم صوتَهُ فلا تُقسّوا قلوبَكم“ ( عبرانيّين ١٥/٣)
باسم الآب والإبن والروح القدس.
إخوتنا في فرق السيدة – منطقة لبنان،
لا يرى الإنسان سوى اللّحظة الحاضرة، وإذا كانت حزينة قاتمة، تصوّرَ المستقبل مغلقاً ضائعاً.
أمّا اللّه فيظلُّ واثقاً بقلب الإنسان، وبرغبته في الحياة، وبقدرته على اختيار طريق النور والحبّ من خلال الإنصات إلى صوت الله، صوت الحياة في قلبنا. فرغبةُ قلب الرّب أن نعملَ في حقله، ولكنّه لا يفرض، بل يرجو حريّتنا، ينتظرنا بثقةٍ ورجاء لا حدّ له. فإنْ هيّأنا أنفسَنا واخترنا طريق الخدمة بحسب رغبة الله، سننال خيراً كثيراً في فترةٍ زمنيّةٍ وجيزة.
ولكي نميّز صوت اللّٰه نحن كأزواج في فرق السيدة، علينا أن نتعرّف عليه وأن نبني علاقة شخصيّة معه من خلال القراءة اليوميّة للكتاب المقدّس والإصغاء إلى كلمته والتأمّل بها، بالإضافة إلى نقاط الجهد الأربعة الأخرى: الصلاة الزوجيّة، المقصد، واجب المجالسة والرياضة الروحيّة.
وأهميّة الخدمة هي في ما فيها من قوّة ومن عمق وغَيْرة وجديّة ومسؤوليّة، وما فيها من حبّ وبذل؛ وليس الأمر مسألة ضخامة المسؤوليّات، أو كثرة المخدومين، أو مجالات الخدمة، أو طول مدّة الخدمة… “ولكنّي لست أحتسبُ لشيءٍ، ولا نفسي ثمينة عندي، حتّى أتمَمَ بفرحٍ سعيْي والخدمة التي أخذتُها من الرّب يسوع” (أعمال ٢٤/٢٠)
تعالوا نتحلّى بالمسؤوليّة والإلتزام فيما أخذنا من وزنات ومواهب ومسؤوليّات ونَعْلَمُ أنّ المكافأة عظيمة. ولتَبْذُل أكثر ونتعب، ونعمل أكثر ما دام نهار.
غالباً ما يعترينا شعور بالخوف من الخدمة لأسباب عدّة؛ فالرّب يعرف أنّ الخوف يتربّص على الدوام عند باب قلبنا، ليعيق قرارنا بالخدمة. لهذا فهو دائماً حاضر ليقولَ لنا: “أما أمرتُك؟ تشدّد وتشجّع! لا ترتعِبْ ولا تفزع لأنّ الربّ إلهك معك حيثما تذهب” (يشوع ٩/١)؛ عندها، نكون على غِرار تلميذي عماوس اللّذين عادا أدراجهما بقلوب متّقدة للخدمة وللشهادة.
لنصلّي سويّاً: يا ربّ، لا تسمح أن نفقد بخدمتنا تواضعنا، لأنّ الخدمة هي عملك وليست عملنا فنحن مجرّد متفرّجين نتأمّل عملك ونفرح ونُسرّ. وبالرّغم من الأحداث الرّاهنة في بلدنا الحبيب لبنان، نحن نرفض يا ربّ أن نكون محبطين تحت أيّ ظرف، ولكن بالأحرى نحن نفرح لأنّنا نعلم أنّك معنا وستخرجنا دائما بغلبة، لأنّك قوّتنا ومرشدنا ومنقذنا، بشفاعة أمّك وأمّنا مريم العذاء الكليّة القداسة.
غادة وأنطوان إبراهيم