كلمة جورجينا ويوسف

"فمن منكم يريد أن يبني برجاً، ولا يجلس أولاً ويحسب نفقته، إن كان عنده ما يكفي لإكماله" لوقا 14:28

أعزاءنا فرق السيدة في منطقة لبنان

لطالما أحب الإنسان البناء بأشكالٍ وطرقٍ وأحجامٍ مختلفة ومبتكرة، فكانت تعبّر عن القلب والعقل والحضارة والحضور.

نودًّ في هذه الأسطر القليلة أن نتبين سوياً ما فائدة الأبراج منذ زمن بعيد الى زمننا الحاضر.

الأبراج تُبنى لأحد الأسباب التالية:

  • الحماية
  • الرؤية الواسعة والبعيدة
  • الدلالة والإرشاد
  • الإعلان والصلاة
  • ثبات وإثبات الوجود

في الواقع فإن معظم الأبراج حولنا، القديمة منها والحديثة، تراعي بشكلٍ من الأشكال هذه الأسباب، وتهدف الى تحقيق هذه الغايات الى حدٍ بعيد.

فلنفترض أن حركة فرق السيدة في منطقة لبنان قد شرعت منذ 1963 ببناء هذا البرج، تعالوا ننظر الى هذا البناء وجماله، نتمتع، نشكر ونستخلص المستقبل والعبَر والأهداف:

  • في الحماية ومدى استعداد فرقنا على مواجهة الأخطار المحدقة، والإيديولوجيات والأفكار والتشريعات الحقوقية التي تهدد الزواج والعائلة.
  • في الرؤية والواسعة والبعيدة، هل ننظر الى خارج الفرقة، الى الآخرين، حياتهم وخبراتهم؟ كيف نحدّد الحاجات والتحديات، وهل تحتسب ونترقب أوقات وطرق المواجهة، أسلبية كانت أم إيجابية؟
  • في الدلالة والإرشاد، أترى قد بنينا برجاً منظوراً يراه الضالون، فيسترشدون الى حقيقة الفرح بالحبّ في الروحانية الزوجية؟
  • في الإعلان والصلاة، ” لا يضاء سراج فيوضع تحت المكيال…”، فلنعلن صلواتنا، ولتكن لقاءاتنا بيوت استقبال، ندعو فيها الآخرين الى مشاركتنا “الفكرة” والهدف والرؤيا والصلاة الجماعية
  • أما ثبات وإثبات الوجود، فإن قاعدة البرج إن لم تكن مرتكزة على “أسسنا” المتينة، كيف نستطيع أن نشهد بحقيقة وديمومة الزواج المقدس؟

في الخلاصة:

إن أساسات فرق السيدة في العالم قد بدأ بناؤها منذ سنة 1938 مع الفرقة الأولى والأب هنري كافاريل، وما لبث أن اعلن سنة 1947:

” لا بدَّ لي من الإعتراف أنه، في إنشاء الفرق، كان هناك شيء ما، أكثر من إلهامي الخاص” كان هناك إلهام من الروح القدس.

من هنا، فإن ما أراده الروح القدس، وضعه بين أيدينا وسلّمنا الأمانة لنشاركها مع كلّ من هو بحاجة اليها. علماً أن ما سبق الآية 28 في الفصل 14 من إنجيل لوقا، والتي بدأنا رسالتنا بها، هي الآية 27 والتي تقول:

” ومن لا يحمل صليبه ويتبعني، لا يقدر أن يكون لي تلميذاً”

ويُختم الفصل 14 بالآية 33 التي تقول:

“هكذا إذاً كلُّ واحدٌ منكم لا يتخلى عن كل مقتنياته، لا يقدر أن يكون لي تلميذاً”

إذاً، إن بناء البرج يحتاج الى التخلّي والجهد، ونحن لدينا نقاط الجهد الستة، فإليكم بها وهيا الى العمل ولنبني أجمل الأبراج.